موضوع: الأطفال والسلامة الكيميائية الجمعة 16 يونيو 2017, 8:52 pm
الأطفال والسلامة الكيميائية
أطفالنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، وهم فرحة عمرنا وبسمة أيامنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا، وتعد صحتهم وضمان عيشهم في بيئات تتيح لهم تحقيق كامل إمكاناتهم ك أفراد وكأعضاء مشاركين في المجتمع ذات أهمية قصوى في بناء مستقبل الأمة. ومع التطور في أنماط حياتنا الاستهلاكية وظهور المنتجات الكيميائية الجديدة وظهور صلات بين الصحة والبيئة أصبح واضحاً أن الأطفال والأجنة النامية يمكن أن يكون تأثرهم سريعاً ببعض حالات التعرض للأخطار البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية، ومن الممكن أن تساعد ظروف معينة مثل الفقر وسوء التغذية زيادة قابلية الأطفال للت أثر بهذه الأخطار، وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن خمسة ملايين طفل في العالم يلقون حتفهم سنوياً، نتيجة اعتلالات ذات صلة بالظروف البيئية مثل: الإصحاح غير الكافي ونقص إمدادات المياه النقية والكافية ورداءة العادات الصحية والمسكن غير المناسب وتغير المناخ وانتشار نواقل الأمراض واستنفاذ طبقة الأوزون وتلوث الهواء الداخلي والتعرض لمواد كيميائية خطرة، وفي دراسة حديثة نشرتها مجلة الشؤون الصحية العالمية (Health ) أشارت إلى أن تكاليف الأمراض البيئية المرتبطة بالأطفال بلغت 76 بليون دولار سنوياً في الولايات المتحدة، وتشمل التكاليف المباشرة مثل: معالجة التسمم بالرصاص، سرطان الأطفال، الربو، التوحد، التعرض للزئبق، نقص الانتباه الناتج عن النشاط المفرط، والتكاليف غير المباشرة مثل أيام عمل الوالدين الضائعة. وذكرت وكالة حماية البيئة الأمريكية في تقرير حديث لها بشأن الأخطار التي يتعرض لها الأطفال أن احتمالات إصابة الأطفال والرضع بالسرطان بسبب الكيماويات السامة تزيد عشر مرات على احتمالات إصابة البالغين، ولذلك أصبح واجباً ضرورة اتخاذ الإجراءات للحد من تعرض الأطفال للأخطار الكيميائية وخاصة عن طريق التثقيف والوعي الأسري. ولوقوع الضرر الصحي من أي مادة كيميائية يجب توفر ثلاثة عناصر وهي: أن تكون المادة تنطوي على آثار سمية، وأن يكون الشخص المعني سريع التأثر بالآثار السمية، وأن يحدث قدر كافٍ من التعرض، ويمثل الأطفال ولاسيما الأجنة والرضع نموذجاً لسرعة التأثر بالمواد الكيميائية نتيجة العوامل التالية: 1ـ التكوين البيولوجي: يعد الأطفال من ذوي الفئات الواهنة؛ لأن أجهزة الجسم لديهم مثل الجهاز العصبي المركزي والجهاز التناسلي والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي تكون لديهم غير ناضجة وفي حالة نمو مستمر، كما تقل قدرة الأطفال على التخلص من السموم وإخراجها عن قدرة البالغين، ما يجعل تأثرهم بالمواد الكيميائية أسرع.