بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما الزواج الذي اشتهر في هذه الأيام باسم الزواج العرفي فهو مغالطة وتسمية الأشياء بغير اسمها الصحيح فاسمه في الحقيقة الزواج السري وهو اجتماع الرجل مع المرأة فقط سرًا مع كتابة ورقة بينهما يعترف فيها الرجل بأنه تزوج المرأة حتى ولو كان هناك شهود على هذه الورقة فهذه مغالطة لتبرير فعلتهم هذا بالإضافة إلى أن مثل هذا الزواج لا تترتب عليه آثاره كما أنني ألفت النظر إلى عدم الاستجابة إلى تقنين هذا الزواج ما دام قد تم في السر لأن معنى هذا أننا نقنن لإباحة الزنا وفي هذا ما فيه من خطر على المجتمع وكثرة الأبناء غير الشرعيين وأيضا بتقنين هذا الزواج فإننا نقول للبنت افعلي ما شئت واخرجي على طاعة الآباء والأولياء فتنقطع بذلك الروابط الأسرية وتتفكك الأسر.ولا تظن البنت أن في هذا التصرف قيدًا على حريتها وتصرفاتها أو قيدا على فكرها ومحو شخصيتها فالإسلام لم ينكر حقها في الاعتراض على الزواج بل أمر الأولياء بأخذ رأيهن فيمن يتزوجنه ومنع الأولياء بتزويج البنت إلا برضاها وإن كانت بكرًا فرضاها سكوتها وإن كانت ثيبًا فتعرب عما في نفسها بالقول.أقول للقائمين على أمر الإعلام في العالم الإسلامي وضحوا للناس مخاطر هذا النوع من الزواج وبينوا للناس كيف يكون سببًا في ضياع حق المرأة وهيبتها وكرامتها هي أسرتها وأن يشرح العلماء والخطباء على المنابر في المحافل الإسلامية ويلفتوا النظر إلى ضرورة التمسك بتعاليم الإسلام وترسيخ مبادئه في نفوس الناس كما أنني أهيب بإخواننا العلماء ألا يصدروا كلامهم بكلمة حلال ثم يضعون الشروط بعد ذلك.ولا تقل لي إن هذا الزواج صحيح لأنه أخذ الشكل الرسمي للعقد أو أنه يصح على بعض المذاهب فليس هناك مذهب يجيزه على هذا الصورة المهينة التي تستبيح الأعراض وتساعد على انتشار الرذيلة في المجتمع فهذا لم يسلم به أحد مطلقًا من علماء الإسلام قديمًا أو حديثًا.هذا وقد يكون الشيء مباحًا ثم يطرأ عليه ما يجعله غير مباح لما يترتب عليه من ضياع الحقوق
منقوول