قام وفد حقوقي يضم خمس منظمات معنية بحقوق الإنسان بزيارة تفقدية إلى سجن المزرعة العمومى بطره والذى يوجد به رموز النظام السابق بعد موافقة المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام؛ وذلك للتأكد من عدم تفضيلهم عن غيرهم من السجناء ونقل الصورة الحقيقية من الداخل إلى الرأى العام.
وبدأت الزيارة بتفقد مقر زيارة المسجونين؛ حيث كانت المفاجئة بتواجد كل من أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق والمهندس عمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية السابق ورجل الأعمال عضو مجلس الشعب السابق يوسف خطاب وسعيد عبدالخالق المحامى وعضو مجلس الشعب السابق ووائل أبوالليل مدير مكتب رجل الأعمال إبراهيم كامل.
وأكد أسامة الشيخ لأعضاء الوفد عدم ملاقاته أو أى من رموز النظام السابق خاصة علاء وجمال مبارك لأية معاملة تفضيلية عن غيرهم من السجناء، مشيرا الى أنه التقى بهم أكثر من مرة خلال ساعات التريض المتاحة للسجناء، وشكى الشيخ من قصر ساعات التريض المتاحة لهم ومن عدم وجود وسائل اتصالات.
وأوضح قائلا "نحن نريد كابينة اتصالات عمومية للاتصال بذوينا للاطمئنان عليهم؛ لأن أبنائى فى الخارج ومنذ 6 أشهر لم أتصل بهم على الإطلاق , كما أننا نقضى معظم ساعات اليوم داخل الزنازين رغم أن معظم السجناء العاديين فى بقية العنابر يتمتعون بساعات التريض كاملة طوال النهار منذ فتح الزنازين صباحا حتى موعد إغلاقها فى الخامسة مساء".
كما التقى الوفد الحقوقى البرلمانى السابق رجل الأعمال يوسف خطاب المتهم فى قضية موقعة الجمل والذى أكد براءته من القضية وقال " أنا كبش فداء لبعض الكبار وكل ذنبى أننى من نزلة السمان وأن موقعة الجمل كان المميز لها الخيل والجمال ومن هنا تم الزج بى فى القضية رغم أننى كنت فى ميدان مصطفى محمود وقت الحادث ".
وأكد خطاب أنه وبقية المحبوسين من رموز النظام السابق يقيمون فى زنازين عادية تماما مثل بقية السجناء الآخرين بما فيهم علاء وجمال مبارك الذى شاهدهما أكثر من مرة خلال صلاة الجمعة، مشيرا إلى أنه لا يوجد بالزنازين أية أجهزة تكييف أو هواتف محمولة أو كمبيوتر محمول؛ فالزنزانة لا يوجد بها سوى مروحة فقط، مطالبا بتركيب أجهزة استقبال قنوات فضائية داخل السجن.
وكان اللافت للنظر لقاء سعيد عبدالخالق المحامى مع زملائه من أعضاء لجنة الحريات بنقابة المحامين وكذلك رؤساء منظمات حقوق الإنسان؛ حيث احتضنوه طويلا وتبادلوا النكات والذكريات حيث ذكرهم بأنه كان يزورهم عندما كانوا محبوسين فى سجن المزرعة وكان هو فى نقابة المحامين والآن تبدلت الأحوال وأصبحوا هم الزائرين وهو المسجون.
وقال إنه يلاقى وجميع السجناء معاملة جيدة من قبل مسئولى السجن، وأن المشكلة الحقيقة التى تواجهه وغيره من السجناء تكمن فى قضاء نحو 23 ساعة فى الزنزانة؛ حيث لا يخرجون منها مطلقا سوى ساعة واحدة للتريض، كما أن نظام التريض بالسجن غريب ولا يسمح للسجناء بالخروج للتريض فى وقت واحد وهو ما يجعل فترة التريض بالتناوب بين جميع السجناء ويقلصها الى ساعة واحدة يوميا, كما أكد أن هناك نقصا واضحا فى الإمكانيات الخاصة بمستشفى السجن التى تحتاج الى المزيد من التطوير لتلبية حاجة السجناء.
كما أكد المهندس عمرو عسل الذي كان يجلس مع زوجته وأبنائه أثناء الزيارة أنه يقضى أياما صعبة للغاية وأنه يشعر بالظلم الواقع عليه وأن هناك متهمين آخرين يجب أن يكونوا فى السجن مكانه.. وقال " ربنا يعديها على خير", وطلب من إدارة السجن تركيب كبائن هواتف لإتاحة الفرصة للسجناء للاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم.
وبدوره قال وائل أبوالليل إنه ضحية الشيخ صفوت حجازى وصفوت عبدالغنى القيادى بالجماعة الإسلامية؛ حيث إنه لم يشترك فى موقعة الجمل أو غيرها من صور الاعتداء على الثوار، مستشهدا بقيام جميع الثوار بتركه يخرج من ميدان التحرير دون التعرض له، وأضاف قائلا" نحن نعيش أياما صعبة داخل الأسوار والأصعب منها ما يعيشه أهالينا خارج الأسوار حيث نظرة المجتمع القاسية لهم".
ثم توجه الوفد بعد ذلك الى عنبر "2" الخاص بالتحقيق والحبس الاحتياطى والذى يتكون من 5 زنازين..
الزنزانة الأولى بها اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق, واللواء أحمد رمزى مدير قطاع الأمن المركزى الأسبق, واللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة المنحل, واللواء عدلى فايد رئيس قطاع مصلحة الأمن العام الأسبق..
والزنزانة الثانية بها عزت عبدالرؤوف وإيهاب نصاف وهانى أحمد كمال ومحمود عبدالبر ومحمود عامر وحسن محمد عقل وإبراهيم صالح ومحمد طويله وإسماعيل كراره.
والزنزانة الثالثة بها رئيس مجلس الشعب السابق أحمد فتحى سرور ورجل الأعمال طلعت القواس وإيهاب أحمد بدوى ووزير الزراعة الأسبق أمين أباظة ورئيس اتحاد العمال السابق حسين مجاور ووزير البترول الأسبق سامح فهمى وعضو مجلس الشعب السابق سعيد عبدالخالق ووزير الزراعة الأسبق يوسف والى..
والزنزانة الرابعة بها نجلا الرئيس السابق علاء وجمال مبارك فقط, وهى زنزانة مثل بقية الزنازين ذات باب حديدى بنى اللون تتوسطه نافذة صغيرة لا تسمح برؤية ما بداخل الزنزانة.
أما الزنزانة الخامسة فيوجد بها أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الأسبق, ورجل الأعمال علاء أبوالخير, ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمى, ورئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد, ورئيس هيئة التنمية الصناعية السابق عمرو عسل, ووزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان, ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف..
وأخيرا الزنزانة السادسة وبها وائل على أحمد, وعضوا مجلس الشعب السابق رجب هلال حميده ومحمد عوده؛ وأثناء العبور أمامها سمع صوت حميدة يقول "أريد أن أتكلم .. لدى معلومات مهمة".
كما يحتوى عنبر "2" على عنبر السجن الانفرادى (عنبر الملاحظة) وبه كل من أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق, ورجل الأعمال أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل أحمد عز, ووزير الإعلام السابق أنس الفقى ورئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق محمد عهدى فضلى كل فى زنزانة انفرادية..
وعقب الانتهاء من الجولة قام أعضاء الوفد بالاطلاع على دفتر أحوال اليومية الخاص بالعنبر, والذى احتوى على قيام محمود الجمال صهر جمال مبارك ونجلته خديجة وعمر علاء مبارك ووالدته هايدى راسخ بزيارة نجلى الرئيس السابق يوم الثلاثاء الماضى لمدة ساعتين.
هذا وضم الوفد مؤسسات المجتمع المدنى ولجنة الحريات بنقابة المحامين وشباب الثورة يرافقهم عدد من الصحفيين واللواء هانى عبداللطيف مساعد مدير الإدارة العامة للاعلام والعلاقات بوزارة الداخلية والمقدم دكتور أحمد الدسوقى مدير إدارة الاتصال بمؤسسات المجتمع المدنى.