كشفت لجنة تقصى الحقائق المشكلة من المجلس القومى لحقوق الإنسان حول أحداث العباسية عن أن بعثتها تلقت شهادات مدعمة بالصور ومقاطع الفيديو تفيد بوجود حالة تربص للمتظاهرين من جانب تجمعات مدنية بالميدان؛ وذلك قبل وصول المسيرة السلمية لشباب 6 أبريل وأنصارهم من ميدان التحرير باتجاه مقر وزارة الدفاع عصر 22 يوليو 2011 بهدف إبلاغ مطالبها للمجلس العسكرى.
وطالب تقرير المجلس بتحقيق قضائى فى أحداث الاعتداء على المحتجين فى العباسية، محذرا من تنامى بذور الانقسام فى المجتمع ونفاد الصبر، مناشدا كل الأطراف بضبط النفس وإفساح المجال لمد جسور التواصل؛ خاصة أن المطالب المطروحة مشروعة ومعظمها محل توافق مثل المحاكمات العاجلة والعادلة للمتورطين فى جرائم قتل شهداء الثورة.
وأشار المجلس إلى أن أحداث العباسية وما شهدته من اعتداءات منظمة علي أمن وسلامة متظاهرين مسالمين وما تلاها من اعتقال لبعضهم من الأجهزة العسكرية والأمنية تؤكد ضرورة التزام السلطات المصرية بضمان حق المواطنين في التظاهر والاعتصام والتعبير الجماعى عن الرأى طالما اتصفت بالطابع السلمى.
وشدد المجلس الحقوقى علي رفضه الكامل لخطاب التحريض والتخوين بحق فصائل وحركات وطنية مصرية دون أدلة واضحة تعلن علي الرأى العام بشفافية كاملة، مهيبا بالجهات الرسمية وغير الرسمية الامتناع عن العودة إلي قاموس التخوين المقيت والالتزام بإدارة الاختلاف السياسي والخلاف في الرأى دون انتقاص من وطنية أحد.
وأعرب المجلس عن قلقه الشديد لما وجهه المجلس العسكرى فى بيانه رقم (69) من اتهامات مرسلة لبعض الحركات السياسية "ذات الأجندات الخاصة" واتهامه الصريح لحركة شباب 6 أبريل؛ مما يضع المجلس العسكرى لأول مرة منذ توليه المسئولية فى مواجهة فصيل من فصائل الثورة .
كما أبدى المجلس قلقه لتصريحات بعض أعضاء المجلس العسكرى ومحللين عسكريين على شاشات التليفزيون الرسمي وتوجيه اتهامات مفصلة لشباب 6 أبريل تنطوى على خدمة مخططات خارجية، فى حين أعلنت بعض التيارات الإسلامية أن ما يحدث يأتى فى سياق مؤامرة مدبرة لضرب الاستقرار فى مصر من " قلة مأجورة ومدربة على إحداث التوتر وإسقاط الأنظمة " على غرار ما عبرت عنه الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح.
وأوضح تقرير المجلس الحقوقى أن بداية الاعتداء صدرت عن عناصر اعتلت أسطح عمارتين سكنيتين تطلان على ميدان العباسية واستخدمت الحجارة وقطع خشبية ومخلفات مبان وواكبها اندفاع عناصر مدنية لمهاجمة المحتجين.
فى المقابل فوجئ المشاركون فى المسيرة بهجمات منسقة من جانب عناصر وصفت بأنها من " لجان شعبية " أو " بأهالى حى العباسية " شملت إلقاء الحجارة واستخدام السيوف وغيرها من الأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف وسلاح نارى.
بينما أشار التقرير إلى أن المتظاهرين القادمين من ميدان التحرير ردوا باستخدام الحجارة التى ألقيت عليهم، وقد طال بعض منها رجال الأمن المركزى وسيارات الجيش فاستخدمت القوات المرابطة طلقات تحذيرية وعددا من القنابل المسيلة للدموع.*