استمر عشرات من المعتصمين غير المنتمين لاحزاب وقوى سياسية معروفة فى إغلاقهم لمجمع المصالح الحكومية بميدان التحرير ، والذى بدأ صباح الأحد، فيما اشتكى العديد من المواطنين مما لحق بهم من ضرر نتيجة عدم تمكنهم من دخول مبنى المجمع وهو ما حال دون حصولهم على جوازات سفرهم التى كان من المقرر الحصول عليها اليوم حتى يتمكنون من السفر للخارج فى مهام عمل رسمية أو مصالح تخصهم شخصياً.
وتجمع العديد من المواطنين أمام مجلس الشعب ظهر الأحد مطالبين ممثل القوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف بالتدخل الفورى لفتح مجمع التحرير الذى يضم العديد من المصالح الحكومية لإنهاء مصالحهم، وخاصة وأنهم قادمون من محافظات مختلفة على مستوى الجمهورية ويتعين على بعضهم ضرورة انجاز اعمالهم.
وأفاد مراسل التليفزيون المصري الأحدأن المتظاهرين المعتصمين بميدان التحرير أغلقوا جميع الطرق المؤدية الى الميدان.
تزامن ذلك مع قيام قيادات العديد من الاحزاب والقوى والائتلافات السياسية -المشاركة فى الاعتصام بميدان التحرير منذ يومين- بمشاورات حاليا لمحاولة التوصل الى مواقف منسقة حول مدة الاعتصام وحول رد فعلها تجاه البيان الذى وجهه رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف أمس للأمة.
ففى حين رفع عشرات المعتصمين الذين أغلقوا مداخل المجمع لافتات تدعو لاعتصام مفتوح لحين تحقيق كافة مطالبهم بما فيها الدعوة لتشكيل مجلس رئاسى مدنى .. بل ودعا بعضهم لما أسموه / بعصيان مدنى/ ,قال العديد من المعتصمين بوسط الميدان أنهم لا يدعون لعصيان مدني.
وذكر بعض العاملين بالمجمع أنهم منعوا من دخوله من جانب المعتصمين الذين يسيطرون على ميدان التحرير، على خلفية الوضع الناجم عن الاعتصام القائم فى ميدان التحرير بالقاهرة، مشيرين الى أنهم فوجئوا لدى توجههم الى مقر عملهم بوجود لافتة مكتوب عليها ( المجمع مغلق)، في حين قال بعض المعتصمين إنهم "أقنعوا الموظفين بعدم التوجه الى مقر عملهم".
من جهة أخرى، دعا اللواء طارق مهدى عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة الى اجراء استفتاء سريع بين أفراد الشعب المصرى من خلال القنوات الاخبارية لمعرفة مدى موافقته على تصرفات شباب الثورة وبالتحديد اغلاق مجمع التحرير ومنع موظفيه من التوجه لمقار عملهم داخله للقيام باعمالهم ،وهو ما هددوا بتكراره فى عدة اماكن.
وقال المهدي فى حديث هاتفى مع النيل للاخبار ان تعطيل العمل فى مرافق الدولة ليس له مبرر خاصة ان مصر تحتاج للعمل والانتاج للخروج من الازمة الاقتصادية، كما ان هذه التصرفات لاتدل على احترام الراى الاخر.
كان المتظاهرون قد توافدوا بالآلاف مساء السبت على ميدان التحرير بعد البيان الذي ألقاه رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، وقال المراسل ان المتظاهرين وصفوا البيان بـ"المتأخر"، كما أكدوا أن حكومة شرف مازالت تتباطأ في إتخاذ القرارات.
من جهتها، قررت حركة شباب 6 أبريل استمرار إعتصامها الذي بدأته الجمعة في ميدان التحرير, معتبرة أن البيان الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف مساء السبت لا يرضي طموح الحركة التي كانت تتوقع أفعالا لا أقوال.
وقال أحمد ماهر المؤسس والمنسق العام للحركة أن الحركة ترحب بخطاب شرف وتعتبره مجرد بداية تحتاج لأفعال كثيرة، مؤكدا أن الحركة لن تنهي إعتصامها في ميدان التحرير وفي عدة ميادين بالاسكندرية والسويس والمحافظات إلا بعد أن تتحول أقوال شرف إلى أفعال ملموسة.
كانت حركة شباب 6 إبريل قد حددت 9 مطالب أساسية من بينها سرعة المحاكمات وتعويض الشهداء وتطهير الداخلية والوزارات والسيطرة على الارتفاع الجنوني في الأسعار.**