أصيب حوالي عشرة أشخاص خلال الاشتباكات التي جرت مساء الأحد بميدان التحرير بين الباعة الجائلين وشباب الثورة من المعتصمين من مختلف القوى السياسية، وتم نقل معظم المصابين من الجانبين بسيارات الإسعاف إلى المستشفيات القريبة لتلقى العلاج اللازم.
ووفقا لشهود عيان نشبت مشاجرة عندما قام عدد من الباعة الجائلين بالتعدى على المعتصمين لإجبارهم على التخلى عن منطقة وسط الميدان، ورغم انتقال المعتصمين إلى المنطقة المواجهة لمبنى مجمع التحرير استمرت هجمات الباعة الجائلين لطردهم من الميدان، فى ظل غياب التواجد الأمنى.
وقال شهود عيان لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن المعتصمين قاموا بتنظيم أنفسهم وشنوا هجوما مضادا على الباعة الجائلين، وقاموا بتفريقهم والقبض على العديد منهم وتسليمهم إلى سيارات الإسعاف التى هرعت للمكان لعلاج المصابين والتى بلغ عددها 7 سيارات تابعة لإسعاف القاهرة.
وقد رفض عدد من الباعة تمكين سيارة الإسعاف رقم"951- م ه د" قيادة السائق هانى من نقل بعض المصابين إلى المستشفى لتلقى العلاج، خشية أن يتم تسليمهم إلى الشرطة المدنية أو العسكرية.
وقد نجحت اللجان الشعبية التى شكلها المعتصمون فى ميدان التحرير فى إعادة حركة المرور جزئيا للميدان رغم إستمرار حالة الفوضى والإنتشار العشوائى للمتظاهرين فى أجزاء متفرقة من الطرق الفرعية.
وبعد مفاوضات دامت لأكثر من نصف ساعة، سمح المعتصمون بمرور سيارة الإسعاف رقم 951 - م ه د، التى إحتجزوا بداخلها أحد البلطجية الذى عاد لشن هجوم مضاد، ولكن المعتصمين نجحوا فى القبض عليه بعد إصابته فى أجزاء متفرقة من جسده.. ورافق السيارة عدد من المعتصمين ليتأكدوا من تسليم المتهم لأقرب وحدة عسكرية، رافضين تسليمه للشرطة المدنية أوالعسكرية.
وبدأت حركة المرور فى العودة تدريجيا لطبيعتها التى كانت قد شهدت إنسيابا كبيرا قبل وقوع الأحداث رغم خلو الميدان من عناصر الشرطة والجيش منذ أحداث الثلاثاء الماضي فيما تجمهر مئات المواطنين إثر شائعات حول الإعتداء على المعتصمين.
وبدأت مجموعة من الشباب فى رفع مخلفات الحرائق التى نشبت فى بضائع الباعة الجائلين والخيام ومحتوياتها إثر إشتباكات تراشق فيها الجانبان بمواقد الغاز والزجاجات الفارغة والحواجز الحديدية والطوب.
وكانت 7 سيارات إسعاف تابعة لوزارة الصحة قد توجهت فورا إلى موقع الإشتباكات, وحاول البعض الإعتداء عليها، لكن اللجان الشعبية نجحت فى حمايتها وإخراجها بأمان من الميدان.
ورغم حالة الهدوء النسبى إلا أن الإحتقان يسود الميدان بشكل يخشى معه المراقبون أن تتطور الأحداث لما هو أسوأ فى ظل غياب كامل للأمن ومخاوف من رد فعل عنيف للبلطجية ومثيرى الشغب من أنصار الباعة الجائلين.