الإسكندرية - أ ش أ
قال عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن الرئيس الأول لجمهورية مصر العربية عقب ثورة 25 يناير يجب أن يضع خططا إصلاحية وتنموية، لن يتم إنجازها بالكامل خلال فترة رئاسية واحدة وستستغرق نحو عقدين من الزمان.
وأضاف موسى -في مؤتمر صحفي الإثنين- أن نظام الرئاسة يجب أن يقوم على المشروع الوطني والأجندة القومية بحيث لا يهدم كل رئيس جديد ما بناه من سبقه من أجل تحقيق التنمية الحقيقية المستدامة.. مبينا أنه يجب قياس ما تم تحقيقه من عمليات إصلاح وإعادة التقييم مع مرور كل عشر سنوات.
وأشار إلى أنه لا يتوقع أن تقوم ثورة مصرية أخرى ضد حاكم مصري طالما تم اعتماد نظام ديمقراطي يسمح بآليات لمشاركة المواطن في اتخاذ القرار ويهدف لتحقيق الصالح العام، قائلا "الرئيس المقبل سيدير البلاد لصالح الشعب".
وقال عمرو موسى إن العلاقات الدبلوماسية المصرية سيحددها خلال المرحلة المقبلة إرادة الشعب المصري ومجالسه النيابية ومجلس الدفاع الوطني.. مؤكدا أن الدستور لن يسمح لرئيس الجمهورية بالانفراد بالقرارات السياسية أو إعطاء الوعود لدول أخرى دون استشارة الهيئات السيادية والشعبية في مصر.
وأضاف أن ميزان علاقات مصر الدولية لن يعتمد على النظام السابق.. موضحا أن علاقات (الطاعة أو الاستحواذ على القرار) لن نشهدها خلال الفترات الرئاسية المقبلة.
وشدد على أن مصر لا تحتاج إلى توتر علاقتها الدولية حاليا بالقوى الكبرى في العالم، ولكن يجب أن يتم تحسين تلك العلاقات بما يهدف إلى صالح المواطن والدولة.
وحول الدستور الجديد، أفاد عمرو موسى، بأنه في حالة اعتماد الدستور أولا أو الانتخابات ثم الدستور يجب أن يشكل الدستور الجديد لجنة تأسيسية منتخبة تمثل مختلف التيارات السياسية والدينية وتشارك في صياغة مشروع الدستور الجديد.
وقال موسي إن المؤشرات الاقتصادية الحالية غير مطمئنة بسبب ما خلفه النظام السابق من مؤشرات نمو لم تكن تصب في صالح المواطن.. مشيرا إلى أنه يجب اعتماد مشروع إصلاح اقتصادي متكامل وفق اقتصاديات السوق الحر مع الحفاظ على العدالة الاجتماعية من خلال مشروعات كبري وصولا إلى المشروعات الصغيرة والحرفية.
وربط موسى مشروعات الإصلاح الاقتصادي بالإصلاح الاجتماعي.. مؤكدا أن علاج مشاكل العشوائيات والبطالة تعتمد في المقام الأول على الإصلاح الاقتصادي.. لافتا إلى أنه يميل إلى منح إعانات بطالة في ظل مشروع الحد الأدنى والأعلى للأجور.
وقال موسى إن المعونات الأجنبية التي ستصل مصر لن تمثل عملات نقدية تسد عجز الموازنة أو يمكن التصرف فيها بشكل نقدي، ولكنها تمثل مشروعات استثمارية وإقامة للمشروعات الأجنبية وتنشيط للسياحة الوافدة.. مشيرا إلى أن عمليات الإصلاح الاقتصادي مرهونة بعملية الاستقرار السياسي.
وبشأن الأرصدة المصرفية بالبنوك الأجنبية، أشار موسى أنه لا يجب التعامل مع الأرقام التي يتم تضخيمها حول تلك الحسابات.. مشددا أن الإجراءات القانونية والقضائية التي ستثبت أحقية مصر في تلك الأموال ستلزم تلك البنوك بإعادة تلك الأموال إلى الاقتصاد المصري، ونوه موسي إلى المساعي والاتصالات الرسمية التي تجري حاليا بهدف استعادة تلك الأموال.
وأكد ضرورة تفعيل الدستور والقانون كضامن لشكل العلاقات بين مختلف الطوائف في المجتمع المصري، دون الاعتماد على علاقات المصالحة الشعبية وحفلات إفطار الوحدة الوطنية، التي لم يحضرها علي مدي عشرين عاما.
وشدد عمرو موسى على ضرورة أن يتم تنشئة الأطفال والنشء على روح التآلف ونبذ الطائفية.
كان عمرو موسي قد بدأ السبت جولة بالإسكندرية في إطار حملة لاعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقام خلالها بزيارة العديد من المناطق الشعبية، والمساجد والكنائس.
وأوضح موسى -خلال المؤتمر الصحفي- أنه التقى خلال زيارته للمحافظة بالعديد من رؤساء وممثلي الأحزاب الجديدة تحت التأسيس وممثلي الأحياء والمحليات بالمدينة، واستمع إلي طموحاتهم وتلقي شكاواهم.. معبرا عن رضاه عن مستوي القبول الشعبي والجماهيري لزيارته.
وتطرق عمرو موسى، إلى الحديث عن الشأن الدولي تعقيبا على أسئلة المؤتمر الصحفي الذي عقده علي هامش زيارته للاسكندرية، فبالنسبة للشأن الإفريقي وصف العلاقات بين مصر ودول حوض النيل بما قبل الأزمة.. لافتا إلى أن مصر تربطها شبكة علاقات اقتصادية وسياسية وتاريخية بمختلف دول منابع النيل.. مشيرا إلى الحاجة لسياسات رزينة لاستعادة قوة تلك العلاقات قبل فترة من الإهمال.
وعبر موسى عن استحالة عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه بليبيا.. رافضا أي شكل من أشكال (الغزو أو الاحتلال أو التقسيم) لليبيا، ومطالبا بضرورة وقف إطلاق النار تحت إشراف دولي.
وأرجع الحذر العربي في التعامل مع الملف السوري بسبب علاقات الجوار الجغرافي لسوريا والذي تضم (لبنان، وتركيا، والعراق، وإسرائيل)، ومنها ما يظهر إلى الشارع العربي بأنه بطء في التعامل مع الإدارة السورية بعكس القرارات الحاسمة للجامعة بشأن تعليق مشاركة ليبيا بجامعة الدول العربية.
يشار إلى أن حملة دعم ترشيح عمرو موسي للانتخابات الرئاسية المقبلة نظمت جولة وزيارة له لعدد من الأحياء الشعبية، بالإضافة إلى عقد لقاءات تجمعه مع المواطنين، حيث أكد موسى أن كافة المشاركين في حملته الانتخابية هم من المتطوعين ولا علاقة لهم بأي جهة أو هيئة أو منظمة.