رفض حلف شمال الأطلسي، اليوم الجمعة، اقتراحا من نجل الزعيم الليبي
معمر القذافي بإجراء انتخابات، ووصفه بأنه حيلة تستخف بالآخرين، وتعهد
بمواصلة مهمته حتى القضاء على تهديد قواته للمدنيين. وكان سيف الإسلام
القذافي قد قال لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية هذا الأسبوع إنه يمكن
إجراء انتخابات بنهاية العام في وجود مراقبين دوليين، وإن والده سيكون
مستعدا للتنحي إذا خسرها.
ووصف حلف الأطلسي ذلك بأنه "حيلة
دعائية استخفافية". وقالت وانا لانجيسكو، المتحدثة باسم الحلف: "من الصعب
تصور أنه بعد 41 عاما ألغى فيها القذافي الانتخابات والدستور والأحزاب
السياسية والنقابات العمالية.. يتحول الدكتاتور إلى ديمقراطي".
وأضافت
في مؤتمر صحفي دوري: "ما نريد أن نراه نحن أو المجتمع الدولي بأسره هو
أفعال لا أقوال". وسارعت المعارضة الليبية والولايات المتحدة إلى رفض
الاقتراح أمس الخميس. وشكك رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي في
وقت لاحق على ما يبدو في إمكانية تقديم القذافي لهذا التنازل، وقال إنه لا
يوجد سبب لتنحي القذافي لأنه لا يتولى منصبا رسميا منذ 1977.
وقال
مايك براكين، المتحدث باسم الحلف، إن قوات القذافي تواصل مهاجمة وتهديد
المدنيين الذين حصل الحلف على تفويض من الأمم المتحدة لحمايتهم. وعرض لقطات
فيديو تظهر قوات موالية للقذافي تطلق صواريخ من مسجد على هدف في منطقة
سكنية.
وقال: "يجب أن تستمر حملة حلف الأطلسي لحماية الشعب الليبي.
سوف تستمر إلى أن تتوقف قوات القذافي عن مهاجمة شعبها". وتولى الحلف قيادة
العمليات الجوية الليبية في 31 مارس، وقال براكين إن الحلف قصف أكثر من
2000 هدف حتى 12 يونيو.
وشملت العمليات 370 منشأة عسكرية و255 موقعا
لصواريخ أرض جو أو أنظمة رادار أو مواقع تخزين، إضافة إلى 600 دبابة
وغيرها من العربات العسكرية أو قطع المدفعية أو قاذفات الصواريخ. وقال إن
الحلف ضرب أيضا أكثر من 130 موقعا للقيادة والسيطرة و750 مخزنا للذخيرة.
وبرغم
ذلك قال براكين إن النجاح لن يقاس بالأهداف العسكرية، وإن عدد الأهداف
التي ضربت يشهد على حجم الآلة العسكرية التي أنشأها القذافي. وهونت
لانجيسكو من شأن المخاوف بشأن إمكانية استمرار عملية الحلف في المدى
البعيد، والتي أشار إليها مسؤولون في الحلف لم يفلحوا حتى الآن سوى في
إقناع ثماني دول فقط من أعضائه بالمشاركة في الضربات الجوية.
وقالت
"يمكننا مواصلة تلك العملية ما دمنا اخترنا ذلك. نحن على ثقة تامة من أن
لدينا الموارد، وأن لدينا التعهدات اللازمة.. والوقت ليس في صالح القذافي".
ولم يرد المسؤولان بشكل مباشر عندما سئلا كيف سيجد الحلف بديلا لحاملة
الطائرات شارل ديجول التي أشارت فرنسا إلى أنها ستضطر لسحبها من العملية
بحلول الخريف.
ويقول محللون عسكريون إن حاملة الطائرات تطلق ما يصل
إلى 40% من الضربات الجوية اليومية للحلف في عملية ليبيا، وإنه لا يوجد
بديل واضح لها بالنظر إلى إحجام الولايات المتحدة عن العودة للقيام بدور
رئيسي في الصراع.