ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مسلحين من القبائل سيطروا على مدينة تعز جنوب اليمن، في وقت ينتظر أن تنطلق فيه مسيرة مليونية بعد ظهر اليوم الثلاثاء في ساحة التغيير بصنعاء للمطالبة بعدم عودة الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية إثر إصابته بقصف استهدف قصره. ويتزامن ذلك مع جهود أميركية وخليجية للخروج من الأزمة الراهنة.
ونقلت الوكالة عن شيخ مشايخ تعز اليمنية الشيخ حمود سعيد المخلافي أن مسلحين تابعين للمعارضة سيطروا على مدينة تعز اليوم الثلاثاء بعد مواجهات مع القوات الموالية للرئيس صالح.
وقال مراسل الجزيرة في تعز حمدي البكاري إن المسلحين الموالين للثوار ينتشرون في أجزاء كبيرة من تعز، لكن القصر الرئاسي وبعض المباني الحكومية المهمة مثل مبنى المحافظة ما زالت بيد القوات الموالية لصالح.
وكان مسلحون هاجموا في وقت سابق القصر الجمهوري في تعز, بينما ردت قوات الرئيس صالح عليهم بالمدفعية وقصفت ساحة الحرية.
اتهامات حكومية
وفي شأن ميداني آخر اتهمت وزارة الدفاع اليمنية القوات المنشقة التابعة للأخ غير الشقيق للرئيس اليمني اللواء علي محسن الأحمر بالاستعداد لمهاجمة منشآت حكومية.
وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني إن نحو 320 شخصا من المليشيات المسلحة تحركوا خلال الساعات الماضية من مقر الفرقة الأولى مدرع إلى مدارس النهضة بأمانة العاصمة صنعاء.
وأضافت أن هؤلاء المسلحين تلقوا أوامر للمشاركة مع "العصابات المسلحة" (في إشارة إلى قوات الزعيم القبلي صادق الأحمر) في مهاجمة بعض المنشآت الحكومية.
وشهدت صنعاء أمس الاثنين هدنة هشة بين القوات النظامية وأتباع الأحمر لم تصمد سوى ساعات بعد أن أعلن أنصار الأحمر مقتل ثلاثة من عناصرهم على يد قناصة تابعين للقوات الحكومية في حي الحصبة شمال صنعاء.
مسيرة مليونية
في غضون ذلك قال مسؤول في "شباب الثورة" في اليمن إن "شباب التغيير" قرروا القيام بمظاهرة مليونية بعد تأكيد النظام أن الرئيس صالح سيعود إلى البلاد خلال الأيام القادمة.
وأوضح وسيم القرشي أن الغرض من هذا التحرك هو إيصال صوت الشباب إلى المجتمع الدولي وخصوصا إلى دول الخليج ليمارسوا الضغوط على صالح لكي لا يعود إلى السلطة. وأضاف "أما إذا أراد صالح العودة، فليكن ذلك كمواطن فقط".
وأعلن عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني أمس الاثنين أن صالح "في تحسن وتعاف كبير، وسيعود إلى أرض الوطن خلال الأيام القادمة".
ويتعافى صالح -الذي أصيب الجمعة الماضية عندما سقطت قنبلة على مسجد مجاور لقصره- في المستشفى العسكري في الرياض، حيث خضع الأحد لعمليات جراحية خصوصا في الرقبة، بحسب مسؤول سعودي.
ويأتي تحرك شباب الثورة اليمنية متزامنا مع جهود أميركية وسعودية وخليجية لإيجاد مخرج للأزمة اليمنية.
تحركات دبلوماسية
وفي هذا الصدد، دعت الولايات المتحدة على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون الحكومة اليمنية إلى انتهاز فرصة غياب الرئيس صالح ووجوده للعلاج بالسعودية من أجل بدء ما سمتها عملية الانتقال الديمقراطي.
واعتبرت هيلاري كلينتون أن مصلحة اليمن تقتضي سرعة نقل السلطة، لكنها رفضت في مؤتمر صحفي بواشنطن أمس عقب لقاء نظيرها الفرنسي آلان جوبيه التعقيب على ما إذا كان يتعين على الرئيس اليمني العودة من السعودية حيث يتلقى العلاج.
أما السعودية، فقد أكد وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة عقب جلسة لمجلس الوزراء السعودي عقدت برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن المجلس أعرب عن أمله في تجاوب جميع الأطراف "بما يحفظ للجمهورية اليمنية أمنها واستقرارها ووحدتها".
تفعيل
ومن جهتها، أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي أنها مستعدة لتفعيل المبادرة الخليجية, وقالت على لسان الأمين العام عبد اللطيف بن راشد الزياني، إن هذه المبادرة ما زالت تمثل الحل الأنسب.
ويشار إلى أن المبادرة الخليجية تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحي صالح وتسليم صلاحياته إلى نائبه في غضون ثلاثين يوما، ثم تنظيم انتخابات رئاسية بعد ستين يوما.
بعثة
ومن جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن بعثة تقييم عسكرية بريطانية انتشرت قرب السواحل اليمنية، ولكنها لم تؤكد وجود سفينتي دعم في المنطقة.
وقال متحدث باسم الوزارة إن وجود البعثة يأتي في إطار انتشار روتيني في منطقة الخليج.
وحسب محطة "بي بي سي" فإن 80 جنديا من سلاح البحرية الملكية موجودون على متن سفينة التموين والدعم "فورت فيكتوريا"، في حين أن محطة "سكاي نيوز" ذكرت أن السفينة المستشفى "أرغوس" موجودة في المنطقة.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ دعا الجمعة الرعايا البريطانيين إلى مغادرة اليمن بدون تأخير بسبب تدهور الأوضاع في هذا البلد.