"الوليد" و"شرف" يوقعان عقد توشكى
وقعت الحكومة المصرية العقد النهائى من الاتفاقية التى تم إبرامها بين
وزارة الزراعة وشركة المملكة للتنمية الزراعية التى يرأسها الأمير السعودى
الوليد بن طلال.
وشهد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ورجل الأعمال السعودى الوليد بن طلال والدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة، توقيع العقد.
وقال شرف، فى مؤتمر صحفى عقده عقب الانتهاء من التوقيع، إن الاتفاقية
الجديدة وضعت بالتراضى حلاً للخلاف بين الطرفين بعد إلغاء العقد القديم
الذى تم توقيعه فى ظل النظام السابق، وبمقتضاه تم تخصيص 100 ألف فدان
للشركة السعودية، حيث أدى مجلس الدولة العديد من الملاحظات عليه لتضمنه
شروطا مجحفة فى حق مصر، ووفقا للاتفاقية الجديدة يخصص للشركة 25 ألف فدان
من المساحة السابقة، مع استرداد الدولة مساحة 75 ألف فدان.
ووصف شرف الاتفاقية بأنها تعبر عن اهتمام الحكومة وحرصها على تصحيح الأخطاء
المرتبطة بالعقود والتعاملات التجارية والاستثمارية التى أبرمتها حكومات
النظام السابق، من أجل تلافى ما يمكن أن تتضمنه من إجحاف لحقوق مصر، وإعطاء
دفعة قوية للاستثمار فى مجال الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من
الحبوب والمواد الغذائية.
وأثنى شرف على تفهم الأمير الوليد بن طلال "أحد أكبر المستثمرين فى العالم"
لوجهة النظر المصرية، وحرصه على حل المشكلة بالطرق الودية، وبعيداً عن
اللجوء إلى التحكيم الدولى، وذلك تقديرا منه لمكانة مصر، وطبيعة الظروف
التى تمر بها حاليا، على حد قوله.
وأكد شرف أن أهم أهداف الحكومة المصرية بعد الثورة هى جذب الاستثمارات العربية والأجنبية، وفقا لقواعد القانون المصرى.
وطمأن شرف المستثمرين ورجال الأعمال المصريين والعرب والأجانب بأن الحكومة
المصرية لا يهمها إلا مصلحة مصر، ولن تشرع فى إجراءات تعوق عجلة الاستثمار
أو تقف أمام جهود المستثمرين.
وقال شرف إن مؤشرات الاقتصاد المصرى فى صعود، وإن هذا التعاقد مع شركة
المملكة يمثل حرص الحكومة على الاستثمارات العربية، ومساعى رجال الأعمال
العرب فى الحفاظ على مكتسبات وأهداف الثورة، موجهاً الشكر لشركة المملكة
التى يرأسها الوليد بن طلال وقياداتها الحكيمة.
من جانبه قال الوليد بن طلال إنه بعد اللغط الكبير الذى حدث منذ عدة شهور
بشأن التوقيع على العقد الجديد بين الشركة التى يرأسها وبين الحكومة
المصرية، جاء هذا التوقيع اليوم ليؤكد حرصنا على الاستثمار فى مصر، مشيرا
إلى أن العاهل السعودى عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حثه ورجال الأعمال
السعوديين على الاستثمار فى مصر، مؤكداً تنوع الاستثمار السعودى فى مصر بين
الفندقى والسياحى والمصرفى والإعلامى والزراعى.
ورداً على سؤال حول الـ75 ألف فدان التى سحبتها الحكومة المصرية فى العقد
الجديد، قال الوليد "الـ75 ألف فدان عند الشعب المصرى والثورة المصرية
كأنها عندنا".
وحول توقف الاستثمارات السعودية فى مصر قال الوليد إن هذا الكلام عار تماما
من الصحة، وإن الاستثمارات السعودية لم تتوقف فى مصر لا قبل الثورة ولا
بعدها.