أنقذت العناية الإلهية منطقة الحرفيين بالقاهرة من كارثة محققة بعد انفجار مخزن
يحتوى على كميات كبيرة من المواد الكيماوية يقع أسفل مبنى عقار مكون من 11 طابقاً
بشارع اللواء أبو النجا المتفرع من شارع جمال عبد الناصر.
وكان سكان المنطقة
قد فوجئوا بصوت انفجارات متتالية أعقبها إندلاع حريق بمخزن بمبنى العمارة قبل أن
يمتد إلى بقية أجزاء العقار، الذى سارع سكانه بالتدافع للهروب من النيران وساعد على
تدارك الموقف قيام عدد من الجيران بالمساهمة فى عمليات الإنقاذ من خلال حمل الأطفال
ومساعدة المرضى وكبار السن على الخروج.
ولم يمر ما يقرب من 10 دقائق على
تواجد رجال الأمن والإطفاء بالمكان حتى حدثت المفاجأة، عندما أسفرت النيران
والانفجارات المتتالية عن انهيار العقار بأكمله، حيث تحول إلى كومة من التراب،
وأسفر الانهيار عن وفاة ضابطين و4 أفراد ومجند من قوة الحماية المدنية، وهم سند
القاضى عقيد علاء فاروق أمين شرطة أحمد مصطفى عبد الحميد ورقيب شرطة أشرف شعبان على
والمساعد عبد الحكيم عبد الوهاب وعريف أحمد الهادى أحمد والمجند حسن حسين على عبد
الله.
وعلى الفور قام العديد من الأهالى بمشاركة رجال الحماية المدنية وعلى
رأسهم اللواء عاطف زكى مدير الحماية المدنية بالقاهرة واللواء عبد العزيز توفيق
نائب مدير الحماية المدنية واللواء نصر زكريا مدير الإطفاء بالسيطرة على الحريق قبل
امتداده إلى المبانى والعقارات المجاورة حتى نفذت كمية المياه التى تحملها سيارات
الإطفاء وعادت مرة أخرى لتأتى بمزيد من المياه ووصلت بعدها سيارات إطفاء أخرى بلغ
عددهم 15 سيارة للمساهمة بعمليات الإطفاء.
وأثناء عملية الإطفاء انفجرت عدة
"براميل" تحتوى على مواد كيماوية سريعة الاشتعال، مما أدى إلى امتداد السنة النيران
بطريقة كبيرة حتى أجبرت الأهالى على الفرار، مما أسفر عن إصابة ضابط شرطة برتبة
عميد من رجال الحماية المدنية بتمزق بالركبة أثناء محاولته تفادى النيران والذى رفض
نقله إلى المستشفى داخل سيارة إسعاف حتى يتم توفير سيارات الإسعاف لباقى المتوفين
والمصابين، وأصيب شرطى من رجال الإطفاء بحروق بوجهه أثناء تواجده
بالمكان.
كما أصيب ما يقرب من 15 شخصاً بحالات اختناق تم إسعافهم فى الحال
داخل سيارات الإسعاف وأصيب 5 أخرون بكدمات وجروح باليد والوجه، بينما أصيب أحد سكان
العقار المنهار بكسر بقدمه وأصيب آخر بكدمات متفرقة نتيجة عملية
التدافع.
مجدى المرصفاوى مدير فنيين بمترو مصر الجديدة ومن سكان المنطقة،
ذكر روايته للحادث، قائلاً إنه فوجئ أثناء تواجده بشقته بصوت انفجارات متتالية
أفزعت السكان، مما دفعه للخروج واستكشاف الأمر، حيث فوجئ بألسنة اللهب تنبعث من
مخزن الكيماويات الكائن أسفل العقار وأثناء قيام رجال الإطفاء بإخماد النيران توالت
الانفجارات الناتجة عن اشتعال المواد الكيماوية، مما ساهم فى صعوبة إنهاء عملية
الإطفاء بسرعة.
وأكد إسماعيل محمد إسماعيل موظف أمن أنه عقب اشتعال النيران
توجه بصحبة عدد من الشباب إلى داخل العقار وقام بحمل أسطوانة غاز كانت موجودة
بالداخل حتى لا يؤدى انفجارها إلى كارثة أخرى، وقال محمد على "حداد" أنه عقب سماعه
دوى الانفجارات أسرع إلى داخل العقار بصحبة آخريين ونجحوا فى إنقاذ عجوز كفيف كان
يقيم بصحبة ابنه "المهندس" والذى لم يكن موجود وقت نشوب النيران.
وذكر عبد
الرحمن عبد العليم "حداد"، أن أحد سكان العقار كان معلقاً بالداخل عاجزا عن النزول
بعد انهيار أجزاء من العقار، فقام بالاشتراك مع باقى أصدقائه فى التسلل إلى عقار
مجاور ومساعدته فى النزول بعدما أصيب بعدة كدمات وجروح نتيجة سقوط بعض الحجارة
عليه.