yakoub dz
عدد المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 01/02/2016 العمر : 22
| موضوع: من وصايا الرسول الإثنين 01 فبراير 2016, 7:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم من وصايا الرسول (اغتنم خمسا قبل خمس)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم لرجل وهو يعظة: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) رواه الحاكم..
فكن أخا المسلم مغتنماً هذه النصائح التي نصح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفذ موعظة الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم، واغتنم خمسا قبل خمس:
*(شبابك قبل هرمك): وهنا يشير لنا الرسول الكريم صلى الله علية وسلم في هذه الفقرة إلى ملاحظة مهمة، وهي أن الإنسان لن يظل متمتعاً بشبابه إلى أرذل العمر، وإنما هو كالنبات الذي (يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما) وإلى ذلك يشير سبحانه وتعالى في قوله (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً) [نوح 17-18] وتستطيع أنت بنفسك الوصول إلى هذه الحقيقة الملموسة، وهي أن الإنسان خلق من سلالة من طين، ثم كان بعد ذلك نطفة في قرار مكين، ثم تقرأ بعد ذلك قوله تعالى(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون14] وهكذا ينشأ الطفل في أحضان والديه وهو يلقى من حنان الأبوة، كما ينتقل الطفل من مرحلة الطفولة لكي نراه بعد ذلك غلاماً، ثم رجلا في سن الأربعين، ثم شيخاً كبيراً معمراً، وعندما يصل إلى هذا الحد لن نراه وقتئذ يقوى على السير إلا وهو يتوكأ على العصا، وفي هذا يقول أحدهم وكنت أمشي على رجلين معتدلا .. فصرت أمشي على أخرى من الشجر.
وبعد ذلك إذا طال عمره سنراه لا يقوى على السير حتى على العصا، وإنما سنراه إذا أراد أن ينتقل من مكان إلى مكان يحبو كما كان يحبو يوم أن كان طفلاً، وصدق الله العظيم إذ يقول (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) [يس 68] ثم بعد ذلك سيموت بعد انتهاء أجله، لكي يعود إلى بطن الأرض، كما خرج من بطن الأم التي هي أصلا من سلالة من طين، ولهذا كان لابد أن يقف الشاب على حقيقة هذه الحياة، حتى لا يغتر بها فينشغل عن الهدف الأسمى، وهو الرجوع إلى الله تعالى قبل فوات الأوان، ويقول الله تعالى في حديثه القدسي: (أحب ثلاثا وحبي لثلاث أشد، أحب أهل السخاء وحبي للفقير السخي أشد، وأحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد، وأحب التائبين وحبي للشاب التائب أشد) فتب إلى الله أيها الشاب قبل أن يشيب شعرك، ويذهب عمرك، ثم تقول ليت الشباب يعود يوما.
*(صحتك قبل سقمك): وهنا يشير الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا القول إلى أن الإنسان لابد أن يذبل، ولابد أن يمر بجميع مراحل الحياة، بما فيها من صحة وعافية وسقم، وقد ورد في الحديث الشريف: (لابد للمرء من ثمانية: عسر ويسر، وحزن وفرح، واجتماع وفرقة، وسقم وعافية) تلك هي طبيعة الحياة بل تلك هي سنة الله في خلقه (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) [الأحزاب 62]
ومن أجل هذا كان لابد أن يكون هناك انتهاز لفرصة عافية الإنسان قبل أن يصاب بمرض لا يمكّنه من عمل شيئ يجد ثمرته عند الله تعالى يوم القيامة، وما أحوجنا إلى كل لحظة من حياتنا الأولى تقربنا في كل لحظة من السفر الطويل، الذي سنحتاج فيه إلى زاد كبير بدونه سنكون من أفقر الفقراء (يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) [النبأ 40] يوم يقول المرء المفرّط (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [الفجر 24]
وقد رُويَ أن أبا ذر رضي الله عنه وقف ذات يوم أمام الكعبة، ثم قال لأصحابه: (أليس إذا أراد أحدكم سفراً يستعد له بزاد؟) قالوا: بلى، قال: (فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون) فقالوا: دلنا على زاده، فقال: (حجوا حجة لعظائم الأمور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحدة القبور، وصوموا يوماً شديداً حره لطول يوم النشور)
ولما كان كل هذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا كانت هناك عافية، كان من الضروري ما دمنا أصحاء نقوى على العمل والانطلاق أن نتحرك في كل اتجاه، وفي كل ميدان نثبت فيه إيماننا، ونؤكد فيه إخلاصنا، وصدق قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ يقول في خطبته: (إياكم والبطنة، فإنها مكسلة عن الصلاة، ومفسدة للجسم، ومؤدية إلى السقم، وعليكم بالقصد في قوتكم فهو أبعد من السرف، وأصح للبدن، وأقوى على العبادة، وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه)
*(غناك قبل فقرك): فكم من الناس كانوا يملكون، وأصبحوا لا يملكون غير القوت الضروري الذي ربما لا يحصلون عليه إلا بشق الأنفس، وكم من الناس كانوا لا يملكون القوت الضروري، وصاروا الآن يملكون القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، وتلك هي طبيعة الدنيا، إن طلبتها تركتك، وإن تركتها طلبتك.
وقد روي أن رجلا كان له صديق فقير، فكان يعطيه من فضل الله الذي عنده، وبمرور الزمن قُلبَ الوضع وأصبح عكسيا، الغني أصبح فقيرا والفقير أصبح غنيا، غير أن الأخير لم يكن أصيلا، ولم يذكر مروءة صديقه الذي كان يعطيه يوم أن كان محتاجا، فكان إذا رآه حوّل وجهه حتى لا يراه فيضطر إلى إعطائه، وعندما ظهر هذا للصديق الأول قال له:
تراني مقبلا فتصد عنّي .. وتزعم أنني أبغي رضاكا
سيغنيني الذى أغناك عنّي .. فلا فقري يدوم ولا غناكا
فإذا كنت غنيا ففي استطاعتك الآن أن تقدم خيرا لنفسك، ينفعك يوم القيامة (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ) [الشعراء 88]وحسبك قول الله تعالى (وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً) [المزمل 20] و (مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) [النحل 96] وحافظ على غناك، وذلك بعدم الإسراف والتبذير (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسراء 29] وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: (إنى لأبغض أهل بيت ينفقون رزق الأيام الكثيرة في يوم واحد) فاذكر ذلك جيدا وضع نصب عينيك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى) وقوله صلى الله عليه وسلم: (تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) (وانفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا)
*(فراغك قبل شغلك): فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، هكذا قال أحد الحكماء، وهذا ما يعنيه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله، وذلك لأن العمر قصير واللحظات محسوبة عليك، والواجبات أكثر من الأوقات، واللحظة التي تمضي لن تعود مرة أخرى، ولن يعرف الإنسان قيمتها إلا في يوم الحساب، الذى يجب أن يعمل له من الآن ألف حساب، ولهذا كان لابد وأن يكون هناك اغتنام لفرصة فراغه، فربما لا يستطيع بعد ذلك أن يعمل بنفس الطاقة التي كان يعمل بها قبل ذلك، بسبب عدم فراغه وكبر سنه وكثرة مشاغله وأولاده .. الخ، ثم بعد ذلك ستنقضي أيامه لكي يجد نفسه أمام الله في موقف له خطورته، لأنه سيُسأل فيه عن كل شيء فعله في هذه الحياة الأولى، عن كل لحظة قضاها فيها، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به) فاحذر ضياع الوقت، فالوقت من ذهب، واغتنم فرصة فراغك وقدم لنفسك ما ينفعك في حياتك الأخرى.
(حياتك قبل موتك): وإذا أردنا أن نتحدث عن الموت الذي يشير إليه هذا العنصر فهو نهاية المطاف الدنيوي، وهو حكم الله تعالى في جميع خلقه بعد انتهاء آجالهم، قال تعالى (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) [الرعد 38] وقال تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن 26-27] وقال تعالى (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر 30]فالموت إذن هو نهايتنا جميعا، وقد جعله الله تعالى من أعظم المصائب كما سمّاه بهذا في قوله تعالى (فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) [المائدة 106] ولهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول: (الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) وسئل أي المؤمنين أفضل؟ قال: (أحسنهم خلقا) قيل أي المؤمنين أكسب؟ قال: (أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا) وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (لو علمت البهائم ما تعلمون عن الموت ما أكلتم منها لحما سمينا أبدا)
رزقني الله وإياكم وجميع المسلمين والمسلمات بخير ومن الراشدين الموفقين والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأكرم . منقول شيخ عادل محمد سيد أحمد
|
|
KOKA95
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 02/02/2016 العمر : 74
| موضوع: رد: من وصايا الرسول الثلاثاء 02 فبراير 2016, 7:40 am | |
| جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع وربنا لا يحرمنا من ابداعاتك تقبل مروري وبالتوفيق |
|
سمير العجيلي
عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 04/02/2016 العمر : 33
| موضوع: رد: من وصايا الرسول الجمعة 05 فبراير 2016, 3:02 pm | |
| جزاك الله خيرا واثابك الجنة
|
|