قطعوا الميّه.. قطعوا النور.. الحكومة لازم تغور"، "" باعوا لاسرائيل الغاز .. عايشونا على لمبة جاز "، "قوم ولع لك شمعة".. هتافات غير مألوفة.. تشق طريقها للمرة الأولى نحو حناجر المتظاهرين .. التي اعتادت على هتافات مناهضة التوريث وتعذيب الشرطة للمواطنين.
رغم أنها هتافات مختلفة، إلا أن إنجي حمدي المنسقة الإعلامية لحركة 6 ابريل، ترى أنه ليس هناك تعارض أو تشتيت بين الهتافات و الشعارات المرفوعة في الوقفة الاحتجاجية بالشموع، التي أقيمت مساء الثلاثاء أمام مجلس الوزراء، احتجاجًا على استمرار أزمة انقطاع الكهرباء.
وتضيف إنجي أنها تجد ترابطًا بين كل هذه الشعارات، واعتبرت أن عدم توفير أدنى المطالب الأساسية لشعب يعيش في سنة 2010 و هو الكهرباء، في الوقت الذي تبيع فيه الحكومة الغاز لاسرائيل بأرخص الأسعار، هو استهتار من قبل النظام.
فهناك حالة من السخط والغضب تسود الشارع المصري، منذ بداية شهر رمضان، بسبب تصاعد حدة الأزمات بدءً من ارتفاع الأسعار، دون مبرر إلا جشع التجار حسب تصريحات العديد من المسئولين، ثم انقطاع الكهرباء، بسبب سياسة تخفيض الأحمال علي الشبكة التي تأثرت بسبب نقص ضخ الغاز المسئول عن تشغيل مولدات الكهرباء، ثم أزمة انقطاع المياه، بشكل شبه مستمر في كثير من الأحياء والمناطق السكنية المصرية، وتتوالى الأزمات!
فكثيرون أبدوا دهشتهم من التصريح الذي أطلقه المستشار عدلي حسين، محافظ القليوبية، أثناء مشاركته في فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي، عندما اعتبر أن تكرار انقطاع المياه وأزمات الكهرباء وارتفاع الأسعار، تضاعف من ثواب الصائم، وعفو الله على المواطنين.
الجدير بالذكر أن الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها مجموعة من الحركات والتيارات المعارضة، اعتراضا على ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي في الآونة الأخيرة، لم تكن الأولى فقد سبقتها بيومين مسيرة في منطقة شبرا، شارك فيها الأهالي شباب حركتي 6 إبريل، وشباب من أجل الحرية والعدالة.
وتعلق المنسقة الإعلامية لحركة 6 ابريل، على الفرق بين وقفة مجلس الوزراء، ومسيرة شبرا، بقولها إن هدف الوقفة هو توصيل صوت الناس للحكومة و هو ما جعلهم يختارون الاحتجاج امام مجلس الوزراء، بينما كانت المسيرة هي تضامن مع الناس و تواصلا معهم.
الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، شارك هو الآخر في الوقفة، ممسكًا بميكروفونه الشهر الذي أصبح أحد أبرز معالم الاعتصامات والوقفات التي يشهدها سلم النقابة، قائلا: "إن النظام الذي استمر لـ 30 عامًا هو السبب في هذه الأزمة وبقية المشكلات، وإن الهتافات الداعية للتغيير، إحدى حلول المشكلة".
ويرى البعض أن المعارضة استغلت الأمر، وانطلقت تحتج علي الانقطاع المستمر للكهرباء الذي يأتي بالتزامن مع ارتفاع أسعار السلع، وهو الأمر الذي قد يزداد، لا سيما بعد ما نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأربعاء، حول أن وزارة البترول تنوي إعادة شراء نحو 1.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهي نصف الحصة التي تستوردها إسرائيل من مصر، لإعادة تشغيل معظم "توربينات" محطات توليد الكهرباء المعطلة حاليا لنقص كميات الغاز.
الأمر الذي استدعى نفيًا سريعا من رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية، المهندس محمود لطيف، وتكذيبه لما أوردته الصحيفه، ووصفه لما نشر بأنه "خبر كاذب يدعو للسخرية والتعجب".
يبدو أن ظهور أزمات جديدة سيؤدي بدوره إلى استمرار اعتصامات جديدة.. ويبدوا أيضًا أن حركات المعارضة الشبابية لا تمل من الاحتجاجات والوقفات.